#أتذكر الكثير من الأمور
التي كنت متحمس قبل القيام بها.عمل جديد, شخص تمنيت معرفتها أو مكان اردت
زيارته...هل دامت تلك الحماسة؟؟؟… طبعا لا. اعتدت على الشيء الجديد ومنه اختفت
الحماسة.
كثيرا ما أطرح على نفسي لماذا نمل من الأشياء بسرعة؟؟؟ لماذا نريد
الشيء و عندما يحضر لا نريده؟؟؟ لماذا نحب المجهول و نتمناه عوضا عن الحاضر الذي
نعرفه جيدا ؟؟؟
# ربما لم أحسن إختيار الجامعة!!!
نجحت في البكالوريا بتقييم جيد. كنت استطيع ان ادرس في اي اختصاص اردته
و اي جامعة تمنيتها, ولكن بصفتي نشأت في مدينة صغيرة كان حلمي أن أعيش و استكشف
العاصمة, مدينة كبيرة عقليات مختلفة و فرص كثيرة. ولكن وللأسف لم احسب حساباتي
جيدا. في الأول وجدت ما كنت ابحث عنه اكتشفت أماكن كثيرة أخذت صور تذكارية كما
تعرفت على أشخاص جدد من مدن و حتى دول مختلفة كمصر والسعودية. مع الوقت
اعتدت على كل هذا , اصبح شيئا روتينيا ان امر على تلك الاماكن التي كنت يوما اراها
الا في التلفاز و أسمع عليها قصصا من أشخاص ذهبوا اليها, ووجدت نفسي خسرت الكثير
من المال, مال التنقل بين مدينتي البعيدة و العاصمة, ومال التنزه و الاستكشاف أي
السياحة, كما أصبحت اشتاق لعائلتي فكنت أعود للبيت مرة كل شهرين.
تجربة الجامعة علمتني الكثير على رغم صغر سني. ووضعتني هذه التجربة في
تلك المواقف التي تتمنى أن يرجع الزمن للوراء. لم أكن الوحيد الذي لم يتخذ القرار
الصائب في ذلك الوقت, كان هناك العديد من الطلبة الذين كانوا في نفس موقفي. أغلبية
هؤلاء قرروا التغيير مرة أخرى, أي الرجوع إلى مدنهم. لكنهم إرتكبوا خطأ أخر بدلا
من إصلاح الأول, فقد خسروا عاما من دراستهم, و خسائر معنوية أخرى كرؤية الناس لهم
على أنهم فاشلين.
ان التغيير يعطي سعادة قصيرة ليست دائمة أو لا يعطيها اصلا. تعتاد عليها ثم تبدأ في التحسر على أنك أخطأت أو
تأتيك أفكار جديدة لتغيير اخر و احلام اخرى. ماذا افعل اغير مرة أخرى؟؟؟!!!… هل
أعيد الكرة ابحث عن عمل في بلاد أخرى مع أحلام أخرى؟؟؟...
# اسئل نفسي اذا غيرة ماذا سأستفيد؟؟؟
مع مرور الزمن أصبحت عندما تأتيني رغبة في التغيير. تغيير عمل
,مسكن...حتى تغيير الأشياء العادية كالهاتف و السيارة أسأل نفسي… ماذا سأستفيد من
هذا التغيير؟؟؟
هل يقدم دخلا أكثر و يقلل المصاريف؟؟؟
هل اصبح انسانا افضل؟؟؟
هل ستتعلم اشياء جديدة؟؟؟
هل فيه طاعة الله و الوالدين؟؟؟
